الإبادة الجماعية وتحرك أو تقاعس المجتمع الدولي
الأحداث التي حصلت في
العقود الأخيرة تفيد بأن المجتمع الدولي دائماً يتلكك أو يتردد بالاقرار أو
بالاعتراف بوجود ’إبادة جماعية‘ ترتكب في بلدٍ ما. ذلك لأنه يترتب عليه – وفق القانون
الدولي – إلتزام بالتحرك أو اتخاذ الإجراءات الضرورية من أجل وقفها، ومن ثم ملاحقة
مرتكبيها جنائياً.
الإبادة الجماعية في
رواندا هي أكبر مثال على تردد وتقاعس المجتمع الدولي، حيث لم يعترف بها إلا بعدما
تحققت وانتهت بالفعل. لكن خلالها، عقد مجلس الأمن جلسات عديدة وطويلة من أجل مناقشة
إن كان من الممكن تصنيف الجرائم التي كانت تُرتكب في ذلك البلد كـ"إبادة
جماعية"، في الوقت الذي كان فيه آلاف من الناس يُذبحون. ربما لتكلفة التدخل
الدولي، ولأسباب أخرى ! لم يتدخل المجتمع الدولي لوقفها، والإجراء الوحيد الذي
اتخذه هو القيام بعملية اخلاء للرعايا الأجانب من رواندا، وأدار ظهره للروانديين !
ربما
"خجلاً" - وبعد تحقق الإبادة الجماعية التي ذُبح فيها حوالي مليون شخص
خلال مئة يوم - أنشأ مجلس الأمن محكمة دولية خاصة لمحاكمة المسؤوليين عنها.
"تدخل" بعد فوات الأوان.
لكن يمكن الجزم بأن
تردد أم حماس المجتمع الدولي دائماً يعتمد على المصالح. يتدخل عندما تكون له مصلحة،
ومهما كانت التكلفة.
Twitter: @GabrielHelou
Comments
Post a Comment